Abstract

إن مزاولة مهنة التدريس في إطار الإصلاح الجديد لمنظومة التعليم الذي أصبح يطلق عليها اسم "المهننة"، ليس بالأمر الهين كما يعتقد البعض، فقد تعترض المدرس صعوبات تحول دون قيامه بمهامه على الوجه التربوي والبيداغوجي والديداكتيكي الأمثل، منها ما يتعلق بكيفية تدبيره للجدول الزمني الخاص بالبرنامج الدراسي، أو بعلاقته التربوية بالتلاميذ: التواصلية أو السلطوية، أو بطريقة تدريسه ومدى أجرأته للبيداغوجيات المنظمة للأنشطة والتعلمات... إلخ. ولعل من أخطر هذه الصعوبات مشكلة الشغب الصفي التي تؤثر سلبا على تحصيل التلاميذ وعلى مردوديتهم. ساد الحديث مؤخرا، بين أوساط الفاعلين التربويين، من مدرسين وإداريين ومؤطرين، عن ظاهرة الشغب الصفي التي أضحت سلوكا لا تربويا يهدد سيرورة العملية التعليمية والتعلمية ومستوى وأهداف وأدوار المؤسسات التعليمية، ويؤشر على تدني مستوى القيم لدى التلاميذ. وبالرغم من كثرة الشكايات حول الظاهرة، إلا أنها قليلا ما تطرح للدراسة والنقاش الصريح على المستوى المؤسساتي والإعلامي والعلمي للحد منها. بدهي أن كل قسم دراسي يشمل مجموعة من التلاميذ غير المتجانسة من حيث الأعمار والقدرات العقلية والإدراكية، وكذا من حيث الميول والخلفيات الثقافية والانتماءات الاجتماعية والمستويات الاقتصادية، هذا التفاوت يجعل فئة من مجموعة القسم غير ملتزمة بالانضباط الصفي، الذي قد تتفاوت زمنيته وصوره بين حصة وأخرى، أو مدرس وآخر، أو مادة أو نشاط تعلمي. فالشغب الصفي "حالة نفسية مصحوبة بشحنة انفعالية تنشأ نتيجة الإحباط، أو نتيجة تهديد أمن الفرد، أو نقص في حاجات التلميذ الإنسانية، لأسباب أسرية أو مدرسية أو بيئية أو شخصية"