Abstract

صدر مؤخرا لألستاذ الفاضل الصديق الصادق ي العماري، عن مطبعة بنلفقيه بالراشدية، كتاب تحت عنوان" التربية والتنمية و تحديات المستقبل: مقاربة سوسيولوجية"، وهو كتاب من الحجم المتوسط، يقع في 231 صفحة، ويتكون من مقدمة و خمسة فصول وخاتمة، إلى جانب تقديم كتبه الدكتور و أستاذ علوم التربية محمد الدريج، ناهيك عن الئحة المصادر الملحقة بالكتاب. بالنسبة لقراءتنا لهذا الكتاب، نعتبر بداية أن مسألة اإللمام بجميع تفاصليه أمر متعذر، حيث أن فصوله تشكل كال على حدة موضوعا جديرا بالتحليل والدراسة. لذا فإن متن القراءة، الذي يهدف إلى التعريف بالكتاب و التحفيز على قراءته المباشرة، يفرض االقتصار على إثارة أهم القضايا التي عالجتها فصوله المختلفة بنوع من االختصار و التركيز. من خالل مقدمة الكتاب يضعنا المؤلف أمام إشكالية بحثه، و التي تتمحور حول تحديد طبيعة العالقة بين التربية والتنمية. ويعتبر أن صعوبة الحسم في تحديد هذه العالقة يعود باألساس إلى تداخل مجموعة من األنساق واألبعاد المتصلة بهذين المفهومين. وفي هذا السياق يشير المؤلف إلى أن "في ظل هذا التداخل والتشابك يحضر بقوة التحدي االجتماعي الذي يعد، في نفس الوقت، المقياس الوحيد على صدق و فعالية هذه التربية أو تلك. سواء كانت داخل األسرة أو المؤسسة، من أجل تحقيق تنمية حقيقية للفرد في ذاته وفي عالقته مع غيره، لضمان فعالية أكبر و مردودية أكثر داخل المجتمع. ففي ظل هذه الوضعية إذن، يكمن الدور األساسي والحاسم بالنسبة للمجتمع في إفراز نوع التربية، و على جميع المستويات )األسرة، المدرسة، اإلعالم...(، التي تمكن من تحقيق التنمية الذاتية و المجتمعية، و من هنا تفرض مجموعة من األسئلة الجوهرية نفسها: لماذا ال نستطيع تأسيس منظور جديد للتربية لبلوغ التنمية ؟ فهل األمر يتعلق بغياب اإلرادة السياسية و المجتمعية ؟ أم أن هناك معطيات و أمور أخرى البد من تحديدها و العمـل على كشفها و فحصها؟ Revue Brochures Educatives